الخميس، 4 فبراير 2021

مستقبل الدول في شركاتها العظيمة

جميعنا يعرف الفرق بين القطاع الخاص والعام.. جميعنا يعرف الفرق بين ربحية المؤسسة التي يملكها صاحبها، وبين بيروقراطية واتكالية المؤسسة التي تملكها الدولة ..

فالمؤسسة التي يملكها صاحبها أكثر كفاءة وانتاجية (وحرصا على الزبون) من المؤسسات العامة التي تعاني من الروتين والاتكالية وعدم الاهتمام بالمراجعين ..قبل وقت طويل من انهيار النظام الشيوعي اعترف الزعيم السوفياتي نيكتا خرتشوف بتدني مستوى الانتاج في الدول الاشتراكية فقال كلمته الشهيرة: "البقرة التي يرعاها صاحبها تدر حليبا أكثر من البقرة التي ترعاها الدولة"!!

وهذه الحقيقة يمكن ملاحظتها من خلال المقارنة بين المستشفيات الخاصة والعامة.. بين ربحية شركة الاتصالات (الآن) وحـين كانت (وزارة) تصرف عليها الدولة.. بين المؤسسات البنكية التي تستعمل أحدث تقنيات الخدمة (وتطارد عملاءها بشتى العروض) وبين البنوك الحكومية التي تعاني من التكاسل والروتين والبيروقراطية ــ ناهيك عن تأخر مواقعها الإلكترونية وخدماتها التقــنية ...

أنا شخصيا على قناعة بأن نجاح أي مؤسسة حكومية يعتمد على تحويلها إلى قطاع خاص يعمل على أساس الربح والتمويل الذاتي. فـإجراء كهذا من شأنه خدمة كافة الأطراف كونه يرتقي بأداء المؤسسة، ويخلص الدولة من أعباء الاشراف والتمويـل، ويقدم للمواطن خدمة راقية ومعاملة جيدة.. 

وهذا الترتيب ليس مكلفا على المواطن البسيط كما نعتقد لأن التنافس بين الشركات سيخفض من تكاليف الخدمات ويمنح العميل خيارات أكبر (كما يحدث الآن بين شركات الاتصالات والطيران) في حين سيتكفل التأمين التعاوني بدفع مصاريف العجز والظروف الصعبة.

... أتـساءل ماذا لو حولنا معظم الوزارات إلى شركات تعمل بحسب قانون العرض والطلب!؟  

... سبق واقترحت إنشـاء شركات استراتيجية كبيرة (على غـرار أرامكو وسابك والاتصالات) تعمل على أساس ربحي ضمن القطاع الخاص.. لماذا لا يكون لدينا مثلا:

ـــ الشركة السعودية للصناعات الإلكترونية ساليكSa.el.i.c)Saudi Electronic Industries )

ـــ والشركة السعودية للصناعات الدوائية سافيك (Sa.ph.i.c)Saudi Pharmaceutical Industries 

ـــ والشركة السعودية للصناعات الغذائية سافوديك (Sa.food.i.c)Saudi Food Industries 

ـــ والشركة السعودية للصناعات الميكانيكية ساميك (Sa.me.i.c)Saudi Mechanical Industries 

... شركات كهذه هي من سينهض باقتصاد الـبلد كما نهضت شركات سامسونج وهـونداي وL.G بـاقتصاد كوريا الجنوبية وجعلتها اليـوم ضمن القـوى الصناعية في العالم.. 

شركات كهذه سـتضيف للاقتصاد الوطني، وتـوفر لأبناء الوطن آلاف الفرص الوظيفية الجديدة (كما فعلت أرامكو وسابك قبلها).. ستدفع ضرائب للدولة، وتصبح الدولة مستثمرا فيها بــدل أن تصرف عليها وتحملها أعـباء إدارية جديدة...  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...