الخميس، 19 نوفمبر 2020

مفتاح المال وخزنة الأسرار

 قـصص النجاح الملهمة، والتجارب المالية الرائعة، يمكن توثيقها في الكـتب مثل أي معارف بشرية. ولهذا السبب لا أبالغ حين أقول إن القراءة هي بوابة الثراء، ومفتاح المال، وخزنة الأسرار، كلما قرأت أكثر ارتفع لديك معـدل الإلهام، وفـتحت أمامك أبوابا جديدة، وعرفت أسرارا لا يعرفها معظم الناس. حين تقرأ وتتعلم، تصبح غالي الثمن في سوق العمل وتستحق دخـلا أكبر، وحين تجهل وتكسل تصبح ضعيف المهارة وقليل الفائدة ولا تملك ما يستحق منحك المال من أجله.

دراسات كثيرة تؤكد أن "الـقراءة" من أسباب الثراء وأبرز عادة تميز الأغنياء. وأول من لاحظ هذه الحقيقة هو نوبيل هيل الذي درس سير الأغنياء في أمريكا على مدى 26 عاما ونشرها في موسوعة بعنوان "أسرار الناجحين".
وبحسب دراسة أجراها الباحث الاقتصادي توماس كرولي في عام 2009 اتضح أن 85 في المائة من المليونيرات العصاميين يقرأون أكثر من كتابين في الشهر.
ويؤكد هذه الحقيقة اتحاد الناشرين في أمريكا الذي يشير إلى أن الأثرياء العصاميين هم أكثر الناس قراءة وشراء للكتب. وبحسب تقريره لعام 2017 يقرأ الملياردير مارك كوبان 200 كتاب في العام، ووارن بافيت 80 كتابا في العام، وبيل جيتس 50 كتابا في العام.
وحـين تقـرأ في مجال المال والأعمال بالذات، ستكتشف أن القراءة لا ترفع فقط حصيلتك المعـرفية، بــل تـلهمك أفكارا جديدة، وتـنبهـك إلى فرص لا يراها عشاق الموبايـل ومسلسلات "نتفليكس". بيل جيتس مثلا وضع أول برنامج للحواسيب الشخصية بعد أن قرأ في مجلة Computer Magazine "عدد يناير 1975" عن ظهور كمبيوتر جديد يدعى Altair 8800 يحتاج إلى برنامج تشغيل. أما وارن بافيت فأصبح ثالث أغنى رجل في العالم بفضل كتاب Security Analysis الذي نبهه مبكرا إلى أهمية التشبث بأسهم شركات مـعـيـنة "من بينها كوكاكولا الذي يملك حاليا 9 في المائة من أسهمها". أما جيف بـيزوس "أغنى رجل في العالم" فأسـس شركة أمازون بعد أن قـرأ في صحيفة W.S.J أن مستقبل مبيعات التجزئة سيكون عـبر الإنترنت - الأمر الذي يفسر ارتفاع ثروته المفاجئ خلال جائحة كورونا دون بقية الأثرياء.
والآن، ماذا عـنك أنــت؟ هــل ألهمك هذا المقال شيئا؟.
تخيل فـقـط مـاذا ستعـرف حين تقرأ عـشرة أو 20 كتابا في العـام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...